مفهوم الأزياء التقليدية

وتعد الملابس الشعبية من أبرز الفنون التشكيلية تعبيراً عن القيم الفنية والجمالية للمجتمع. وعلى ذلك فهي أزياء لا تنصاع لضوابط الفن المثقف، وتتصف بمجاراة العرف والتقاليد والنظم الاجتماعية، وتنسب إلى الجماعة الشعبية. ويعتبر أسلوب تنفيذها خلاصه المهارة التي تبتدعه البدوية بذوقها الفطري الخاص. كما أنها تنقل لنا معان رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته؛ فهي مرآة لوجوده الإنساني.

تعتبر دراسة الازياء بصفة عامة من أهم العوامل التي توضح مدى التقدم الحضاري والانتعاش الاقتصادي ألي بلد من البلدان، ودراسة الازياء التراثية من الفنون التي تعتبر جزء لا يتجزأ من التراث القومي المتكون من مجموعة من الفنون التشكيلية تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل وهي التي تميز كل شعب عن الشعوب الأخرى لأن الأزياء في تعريف علماء اللغة تعنى الهوية الممي

تكمن أهمية دراسة الأزياء التقليدية في أنها عنصرا ً من عناصر الحضارة الإنسانة وتدل دلالة واضحة على درجة رقي الأمة وعلى المستوى الذي وصلته الحضارة المادية كالصناعات والحرف والفنون والزخرفة، كما تدل أيضا ً على مستوى الدول الاقتصادي، كما أنها تعطي علماء الآثار والتاريخ الأبعاد الثقافية والحضارية المفتقدة.

• مسميات الملابس التقليدية:

إن أسماء الملابس التقليدية المختلفة التي كانت ترتدي في الماضي تتغير بشكل متكرر أكثر من شكلها السطحي وعادة ما تكون مشتقة من نوع الخامة المصنوعة منها، أو النقوش أو التطريز الموجودة بها، أو المكان الذي صنعت فيه، أو الغرض الذي تستخدم من أجله، أو من حيث صناعتها، أو صبغتها، أو رقتها.

الملابس التقليدية النسائية ممثلة في (الثوب – المقطع ) اللذان يعتبران من البسة البدن الخارجية في المملكة العربية السعودية ولكل منطقة مسمي تقليدي خاص بهما وقد يختلف في تصميمهما وألوانهما وأساليب زخرفتهما من منطقة لأخرى، بحسب التضاريس الجغرافية ونمط الحياة والنشاط والعادات والتقاليد ، هذا وقد استخدمت أنواع مختلفة من القياسات قديما لقياس الطول حيث استخدمت أجزاء جسم الإنسان كالذراع والكف والقدم وتم استخدام هذه الوحدات في تفصيل الملابس سواء للرجال أو النساء في جميع مناطق المملكة العربية السعودية قديماً.

أ- المقطع:

عبارة عن زي فضفاض طويل وله أكمام طويلة يشبه الثوب الرجالي، ويتكون من البدن وهو المنطقة المستطيلة الوسطى الأمامية والخلفية، والبنيقة وموجد على جانبى البدن وهي ضيقة عند الأبط ومتسعة من أسفل، والأكمام تبدأ من الكتف باتساع مناسب ثم يضيق تدريجياً حتى تصل إلى الرسغ. أما فتحة الرقبة فهي مستديرة بفتحة متسعة عند الصدر، صورة توضح الرسم المسطح لشكل المقطع.

أيضا كل ما يفصل ويخاط من قميص وجلباب وغيرها، والجمع (المقطعات) بالألف والتاء، تلبس تحت الرداء الخارجي المعروف (بالثوب) وقد استخدمت منذ القرون الأولى للهجرة، وكانت واسعة الانتشار في مختلف العصور الإسلامية، وتستخدم المرأة الدراعة بشكل يومي، وتكون في هذه الحالة من القماش العادي المطرز بنقوش خفيفة، أما الدراعة التي تستخدم في المناسبات فتكون من القماش الفاخر المطرز بالنقوش الجميلة بخيوط الذهب والفضة.

أ-جزاء المقطع:

– فتحة الرقبة                    – البدن

– الأكمام                       – التخراصة

– البنيقة                         – الخبنة

– المخبة

– فتحة الرقبة: تلك الفتحة التي تحيط بالرقبة وتتنوع الأشكال الخاصة بها بين الضيق والاتساع وبين الاستدارة والاستقامة، وتنتمي معظم الفتحات إلى ثلاث أنواع أساسية هي الدائرة، المربع.

تأخذ فتحات الرقبة أشكالاً مختلفة؛ حسب الزي في كل منطقة. وغالباً ما تكون دائرية، أو مستقيمة، أو مربعة في الجزء الأمامي. وأحياناً تثبت بها ياقة عالية تشبه (الكول الصيني) ويُعمل في منتصفها شق من الأمام؛ لسهولة الارتداء أو الخلع، وتغلق الفتحة بزر واحد وعروة خارجية تسمى (دركة) أو شقين صغيرين على جانبي فتحة الرقبة على خط الكتف؛ كما في الثوب المبقر في الهدا والشفا، أما حردة الرقبة الخلفية فتبقى خطاً مستقيما. كما أنه يستلزم في بعض الأحيان عمل حردة رقبة خلفية؛ وذلك لتعديل المظهر العام للثوب، أما الأزرار المستخدمة فكانت تصنع من القماش نفسه، أو من الخيوط، وأحياناً كانت تستخدم أزرار من الذهب أو الفضة، أو خيوط الزري (القصب) المصنوعة من الذهب والفضة؛ وذلك في ملابس الزينة والمناسبات، ثم انتشر استخدام أزرار الصدف العادية بعد ظهورها.

– البدن: وهي القطعة الموجودة في المنطقة الوسطى الأمامية والخلفية من (المقطع) من الكتف لنهاية المقطع.

– البنيقة: توجد على جانبي “البدن” وتقوم بإعطاء المقطع الاتساع اللازم الذي يساعد على حرية الحركة ويخفي معالم الجسم ولها شكل مميز حيث تبدأ ضيقة من تحت الإبط وتتسع تدريجيا حتى نهاية المقطع مما يكسبه الشكل الانسيابي الواسع المميز للملبس.

– الأكمام: طويلة تبدأ من الكتف باتساع مناسب وتتصل من تحت الإبط بقطعة مربعة الشكل تسمى “التخراصة” ثم تضيق الأكمام تدريجيا حتى تصل إلى الرسغ وإذ ازداد ضيقها بشكل الذي يسمح بخلعها بسهولة استخدمت لها فتحة صغيرة يغلقها زر.

– التخراصة: هي الجزء المثلث الذي يركب تحت الإبط؛ من أجل إعطاء الراحة للكم، ومن أجل تقوية منطقة الإبط. وهي معروفة في مصر باسم (السمكة). كما أنها تحمي المنطقة من التمزق، وتساعد على حرية الحركة، مع إضافة قيمة جمالية في الملابس وتثبت في الزاويتين الناتجتين من تقاطع خط البنيقة مع الكم من الأمام ومن الخلف. وتأخذ التخراصة أشكالاً متعددة؛ فهي إما أن تكون مثلثة الشكل، أو مربعة، أو مستطيلة وأحياناً أخرى على شكل شبه منحرف. وتختلف في مقاساتها تبعاً للرغبة.

– المخبأة: ما يسمى حالياً بالجيب، قطعة مستطيلة الشكل في (البنيقة) “قطعة الجنب في الجهة اليمنى غالباً، تعمل بها فتحة طويلة تسمح بإدخال اليد. وتستخدم لحفظ الأغراض الشخصية.

– الخبنة: هي كسرة داخلية غير ظاهرة تعمل بالعرض اللازم في المنطقة التي تعلو الركبتين أي في منتصف المقطع تقريباً. وهناك مسميات كثيرة للمقطع كانت تشتق من مسمى القماش مثل مقطع جز (قز) ونوع التطريز الموجود فيه مثل مقطع أبو ورده، والمكان الذي صنع فيه مثل مقطع هند.

الثوب:

يمثل الطبقة الثانية من الملابس، فهو يرتدي فوق الدراعة أو المقطع، وتتعدد مسمياته وأنواعه حسب نوع التطريز أو الخامة التي يصنع منها، أو مناسبة الاستخدام، إلا أن خطوطه وشكله العام متشابه في جميع الأنواع. فهو يتكون من قطعة مستطيلة في الوسط تمتد من الأمام إلى الخلف، ويُطلق عليه «بدن»، وقطعتين مستطيلتين في الجانبين، وتسمى الواحدة منها «تنفاجة» (والجمع تنافيج)، وبعضهم يسميها حدرة؛ لأنها حدر الثوب، أي الجزء الأسفل من الثوب)، وأكمام الثوب مستطيلة وكبيرة تصل إلى منتصفه تقريباً. ويصل بين الكم والبدن قطعة مثلثة الشكل تسمى «الإبط» أو «التخروزة».

وترجع أهمية هذه القطعة إلى محافظتها على طول الثوب عند رفع كمية على الرأس بشكل متقاطع. وتعرف عملية تغطية الرأس بكم الثوب أو بغيره من الملابس بالكبع»، فيقال: كبعت ثوبها أو عباءتها أي وضعتها فوق رأسها، وتكون طريقة رفع الكم على الرأس بحيث يحافظ على الجهة الخارجية من القماش إلى الأعلى، أي أن الرأس يدخل في الكم، وتختلف عن طريقة رفع كم الثوب النجدي حيث يقلب الكم على الرأس، لذا فإن زخرفة طرف الكم هنا تكون من الجهة الخارجية بينما تكون في الثوب النجدي من الجهة الداخلية، ويستخدم كم الثوب كغطاء للوجه عند الحاجة داخل المنزل.

ويختلف الطول الكلي للثوب من الأمام عن الخلف؛ حيث لا يزيد طوله من الأمام عن الطول الطبيعي للقامة على أن يغطي القدمين وأما الخلف فيزيد طوله عن الطول الأمامي، مشكلاً ذيلاً يُجَرُّ خلف المرأة ولهذا يسمى (بالثوب السحابي) وتختلف الزيادة حسب الرغبة والعادة المتبعة في المنطقة، والهدف من الطول الزائد هو التستر، كما أنه دليل على تمسك البدوية بعادات الحشمة والوقار، وإتباعها لتعاليم الدين الإسلامي.

تشابهت الثياب في منطقة الخليج العربي وكان لها المسميات وأساليب الزخرفة نفسها والثوب بشكل عام في المنطقة الشرقية أصغر حجماً من الثوب النجدي والذي يتميز بكبر حجمه وذيله الطويل الذي يسحب خلف المرأة. .