تعد المنطقة الشرقية أكبر مناطق المملكة جغرافيًّا، وهي عبارة عن سهل صحراوي يمتد من شاطئ الخليج العربي حتى صحراء الدهناء، أما طولها فإنه يمتد مسافة 1200 كيلو متر تقريباً فمن الحدود الكويتية في الشمال إلى صحراء الربع الخالي والتي تعد أكبر صحراء رملية متواصلة في العالم حيث تحتل هذه الصحراء الجزء الجنوبي من البلاد وتحتل المنطقة الشرقية مساحة قدرها 77850 كم والتي تمثل 26% من مساحة المملكة.
والمنطقة الشرقية لها حدود مشتركة مع دولة الكويت في الشمال ودولتي قطر والبحرين في الشرق ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في الجنوب.
أهم مدنها الدمام وبها مقر الإمارة، والظهران، والخبر، والقطيف، والهفوف، والمبرز، والعيون، وبقيق، ورأس تنورة، والجبيل، والخفجي وحفر الباطن والنعيرية.
وتمتاز المنطقة الشرقية بمناخ معتدل عموما حيث يكون الجو عادة صحواً والهواء منعشاً، أما في الفترة الواقعة ما بين شهري مايو وأغسطس فتصل درجة الحرارة في هذه الفترة إلى 46 درجة مئوية ويكون الجو خلالها حاراً رطبا. أما فصل الشتاء الذي يقع خلال في الفترة من نوفمبر وحتى فبراير فتصل فيه الحرارة في بعض الأحيان إلى 8 درجات مئوية مع هطول بعض الأمطار التي نادراً ما تتسم بالغزارة.
يعود تاريخ الاستيطان في المنطقة الشرقية من المملكة إلى ما قبل 5000 عاما تقريبا وقد كان لتميز المنطقة الطبيعي الذي اكتسبته من موقعها الذي يمتد 700كم على ساحل الخليج العربي أثر كبير في جذب الأنظار إليها وبالذات لكونها حلقة اتصال مابين العالم الخارجي والمناطق الأخرى القريبة منها. والمدافن الموجودة في المنطقة الشرقية تعطي دليلاً واضحا على أن عمليات الاستيطان البشري إضافة إلى الأعمال التجارية كانت سائدة منذ آلاف السنين.
أن المنطقة قد استغرقت زمنا طويلاً لإنشاء الاستمرارية الحضارية فإن بقايا المباني وأطلال المدن والفخاريات والأعمال اليدوية المنحوتة وخلافة تؤكد أن درجة عالية من الإنجازات قد تحققت على أيدي المستوطنين والقاطنين آنذاك. كما أثبتت هذه الحفريات أيضاً أن المنطقة تقع في مفترق طرق مابين العديد من الثقافات والأنشطة.
وقد تأثرت المنطقة بصورة رئيسية بثقافات العبيد (من 3000 إلى 2000 سنة قبل الميلاد) وسكان ما بين النهرين وحضارة وحوض نهر السند والإغريق واليونانيين والفرس وفي التاريخ الحديث تأثرت بثقافات العثمانيين وقد قام البرتغاليون ببناء قلاعهم في تاروت دلالة على اهتمامهم بهذا الجز من العالم وقاموا بتركيز أنفسهم بالرغم من قصر بقائهم في المنطقة مقارنة بالآخرين.
وقد حافظت هذه الموجات الثقافية على تواجدها الصامت من خلال الحلي الذهبية والأحجار نصف الكريمة والهياكل الحجرية والتماثيل والآثار التاريخية وغيرها وقد أتى العثمانيون إلى المنطقة عام 960هـ (1553م ) إلى أن عادت المنطقة تحت سيطرة بني خالد لفترة، ثم ما لبثت أن عادت تحت سيطرة العثمانيين حتى قيام الدولة السعودية الأولى في أوائل القرن الثالث عشر الهجري حيث استمر ذلك لربع قرن تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار إلى أن وجهت الدولة العثمانية حملة عسكرية من قبل واليها على مصر آنذاك محمد علي باشا وتم احتلالهم للإحساء عام 1233هـ 1818م
مرت المنطقة بفترات متفاوتة من الاستقرار وعدمه إلى أن قيض الله لها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – يرحمه الله – حيث دخلها في منتصف ليلة الاثنين 25جمادى الأولى 1331هـ (8مايو 1913م) وفي صباح اليوم التالي استسلم متصرف الأحساء العثماني وجنود حاميته فأعطاهم الملك عبد العزيز الأمان وأمر بترحيلهم عن طريق العقير ثم أرسل الملك عبد العزيز حملة إلى القطيف فقامت باستردادها حيث عادت جميع المنطقة تحت الحكم السعودي وانضمت للمناطق الأخرى من هذه المملكة الفتية.
https://www.moi.gov.sa